ألوان الكون تزيل الكآبة

[محمد زايد]

كيف تود ان تكون غرفة الجلوس في بيتك؟
مزدانة بالالوان المتناسقة، ام بادرة تخلو من اللون لاراحة البصر؟ ام ربما تود ان تكون غرفة الجلوس فسيحة ومنتظمة الشكل ذات خلفية محايدة الالوان لتمكينك من التلاعب بالاثاث وتصميمه حسبما تود وترغب؟ ام لعلك اخي القارىء الكريم تسلم امرك الى ذوق المصمم ليختار لك ان كنت في حيرة من امرك ولا تود ان تدخل في دوامة من الاختيارات المحيرة التي تروق لك جميعها او معظمها وتبدو زاهية الالوان وتروق لنفسك لما تتميز به من جمالية وعصرية. ولكن مهلا، فحتى لو كنت ميالا الى الخيار الاخير ويروق لك ان تسلم شعرك للحلاق، فلا بد من بعض النقاط المهمة التي تضعها في حسبانك وتود ان يحققها المصمم فيما يقترحه عليك من بدائل ومنها:
أولاً: مراعاة اختيار الالوان غير الصارخة التي تجعل من التمازج بين الوان الخلفية والارضية وبين الاثاث عملية صعبة وتشكل (خلطة) لونية غير مريحة للبصر. والنظرية الحديثة في علم التصميم الداخلي هي اختيار الالوان الدافئة الخفيفة القريبة من الالوان الطبيعية للمواد المستخدمة في تصميم الاثاث، بحيث يشكل التصميم الداخلي وحدة متكاملة وإن كانت مختلفة الدرجات اللونية. فمثلا تظهر الصورة لغرفة الجلوس تجانسا مريحا وجميلا بين الوان الكنبات والمقاعد وبين الوان الدرابزين للدرج الداخلي والابواب وبين الخلفيات الجدارية المكونة من خزائن حائط غاطسة يمكن استعمالها لعرض التحف او احيانا كأرفف للكتب او للتلفزيون والزهريات وغيرها. ويلاحط من الصورة ايضا ان لون البسط بالارضيات وكذلك لون السقف متجانسة ومحيدة بحيث لا تعمل على اضفاء ربكة لونية. كذلك تم استعمال الطاولة الوسطية للجلسة والمكونة من السطح الزجاجي الشفاف للتقليل قدر الامكان من الخلطة اللونية ولما في استعمال عنصر الزجاج من جمالية وعصرية مرغوبة، وبخاصة حيث يمكن رؤية ما تحت الطاولة بخلاف ما هو متعارف تقليديا.





ثانياً: قانون التنوع ضمن الوحدة، وهو احد ابرز القوانين الطبيعية الازلية. بل ان الكون كله مبني وفق هذا القانون، ولولا هذا القانون الكوني لدبت السآمة والكآبة في النفوس. وملخص هذا القانون الانطلاق من الوحدة البسيطة من اجل خلق التنوع اللامتناهي في التصميم والابداع. فمثلا تشكل الوحدة البسيطة اما الهندسية او الرياضية البنية الاساسية للتصميم ولكن مع ترك مجال للابداع والتشكيل وكسر القاعدة بين الحين والآخر. فمثلا تظهر الصورة التنوع الملفت للنظر في الارفف على الخزانة الحائطية بحيث ان الارفف والفتحات بها ليست متشابهة على الاطلاق. ولكن بالرغم من هذا التنوع فهي جميعا تتبع وحدة قياسية هندسية يمكن تمييزها بسهولة.
ثالثاً: يحبذ دائماً ترك مساحة للتغيير حسب الذوق والتحديث بين فترة واخرى كيلا يمل الجالس او للتغيير حسب الفصول الاربعة. وهذه المساحة قد تكون حائطية اي على الحائط، وفي هذه الحالة تبدو فوق الخزانة الحائطية كما تظهر الصورة لوضع اللوحات وبالذوق اللوني الذي يراه صاحب البيت، ومن هنا تظهر اهمية مراعاة المحايدة اللونية في التصميم الثابت. بحيث تعطي قدراً أكبر من المرونة في الاختيار لما هو متغير. او قد تكون المساحة المتغيرة من ضمن الفراغ الداخلي للبيت بحيث يمكن لصاحب البيت من تغيير وضعية الاثاث بين فترة واخرى.
ومن المهم هنا الاشارة الى الغرفة الخاصة بالاطفال والتي تظهرها الصورة الثانية. من الواضح انها يمكن ان تشكل امتدادا لونيا لغرفة الجلوس الاساسية مع مراعاة ان تكون اكثر حيوية. فمثلا تحتوي حوضاً ثابتاً مبنياً ضمن الحائط للاسماك وحيوانات الزينة المنزلية البحرية. وهذه بحد ذاتها يمكن ان تضفي الحركة والعناصر اللونية الزاهية بشكل طبيعي للغرفة. يلاحظ ايضاً انه يحبذ استعمال الجلسات القريبة للارض كالمقاعد الارضية مع تلافي اسخدام الحواف او الاسطح المدببة تلافياً للاصابات. كذلك فإن الشفافية مطلوبة جداً في التعامل مع الاطفال، ولذا يظهر الباب بالصورة وهو من الزجاج للاتصال مع بقية الفراغات الاخرى بسهولة أكبر.

اخوكم/ محمد زايــــــــــد
نشكركم ونرجو الرد