عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 12-19-2005, 06:11 PM
الصورة الرمزية ام فهد
ام فهد ام فهد غير متواجد حالياً
سيدة الابداع
مراقبة عامه
 
تاريخ التسجيل: Dec 2004
الدولة: قطر
المشاركات: 23,954
معدل تقييم المستوى: 46
ام فهد is a jewel in the rough ام فهد is a jewel in the rough ام فهد is a jewel in the rough ام فهد is a jewel in the rough
افتراضي


جودة مخططات البناء


كلمة جودة بمجال التصميم- تعتبر مقياس نسبي ومتعدد الجوانب والتي تكون بالغالب متضاده، كما انه يخضع للاحساس والذوق الشخصي، فنجد ان مناقشة مشاريع الطلبة بكليات العمارة والتخطيط الحضري تتم من خلال مجموعة من المحكمين (لجنة التحكيم) وكذلك هو الحال بمشاريع المسابقات المعمارية، حيث ان اهم سبب في الاستعانة بلجان التحكيم هو تقليل تأثير الذوق الشخصي على نتيجة الطالب او المتسابق.

ولكن هنالك أسس ومعايير لابد من الاخذ بها بكافة تصاميم المشروع - وهذه الاسس والمعاير يصعب على الشخص العادي ان يلم بها ويحسن تطبيقها حيث يحتاج لذلك دراسة الهندسة لفترة تتراوح بين 5-7 سنوات، فليس من السهولة ان يستطيع الشخص العادي الحكم على تصميم معين بأنه جيد ام لا وما هي نقاط الضعف أو القوه فيه.

ونظرا لكون هذه المعايير والاسس بمجال التصميم المعماري بالذات تعتمد باغلب الاحيان على قدرة المعماري على احساسه الشخصي بالكتل والفرغات وعلاقتها مع بعضها بالشكل الذي يحقق الوظيفة المطلوبة ضمن اطار عدة مقومات ( اجتماعية، ثقافية، عادات وتقاليد، بيئية، اقتصادية) – وحيث ان التصميم المعماري الناجح هو اساس نجاح المشروع – ويترتب على فشل التصميم المعماري عدة سلبيات اهمها الكلفة العالية وعدم تحقيق الوظيفة بالقدر المطلوب، ونظرا لوجود دور كبير لصاحب المشروع نفسة بنجاح التصميم او فشلة، ولعدم وجود توعية كافية لاصحاب المشاريع بأهم مقومات التصميم الناجح ، ساوجز فيما يلي أهم هذه المقومات بالمسكن بالبيئة السعودية.

اولا: تحديد الاحتياجات الفراغية:

لكل اسرة منا احتياجاتها الخاصة التي تحدد الوظائف المطلوبه بالمسكن، وتتشكل هذه الاحتياجات من عدة عوامل هي:

1. مساحة الارض ونسبة ونظام البناء.

2. عدد افراد الاسرة.

3. الوضع الاقتصادي

4. اولوضع الاجتماعي.












كما أن هنالك مؤثرات خارجية تحيد او تفرض على الاسرة السعودية تعدي هذه العوامل مما يتسبب في خلل بوظيفة واقتصاديات المسكن ومن اهم هذه المؤثرات:



1- التقليد ومجارات الآخرين وتماشياً مع وضع سائد في حقبة معينة(موضة) فنجد كل فتره معينه ما بين كل خمسة أعوام إلى عشرة أعوام يعود نمط معين من أنماط التصميم ومواد البناء(التكسيات)، ومن أمثلة ذلك زوايا قائمة ثم تحول النمط إلى زوايا دائرية، ثم بعد ذلك على زوايا مشطوفة وهكذا في فيما يخص عنصر معين وفي العناصر الأخرى تتكرر نفس الدورة في أعمال الواجهات من تصميم ومواد التكسية وغير ذلك.


2- الاحتياط وعدم التخطيط السليم للمستقبل، وهو أن يفكر الفرد في تغيير وظيفة المسكن مستقبلاً، فقد يحّول المسكن إلى وحدات للاستثمار وقد يحوله إلى مبنى أداري أو تجاري أو غير ذلك مما يجعله يضع من الاحتياطات والمبالغات ويرفع التكلفة ويحيد بالمسكن عن وظيفته.

3- التعميم وعدم مراعاة الضروف البيئية والزمانية، فنجد أن نوعية التصميم والبناء والمواد للمسكن في الشمال والجنوب والغرب والشرق والوسط ، وفي السهول والجبال وفي المناطق الباردة والحارة والمعتدلة والجافة وذات الرطوبة ، كما في المدينة والقرية والهُجرة واحدة ، كما أن نفس النوعية تطبق في مسكن المراكز الحضرية وفي المزارع ولم تؤخذ تلك الاعتبارات في الحسبان ، كما أن الاعتبارات الزمنية في تغير أنماط الأسرة وتغير سبل العيش والتحول في عدد وتكوين أفراد الأسرة عما كان سابقاً أيضاً لم تؤخذ كما ينبغي في مسألة السكن .

4- الاعتقاد الزائد بالمعرفة وهو قناعة الفرد بأنه أدرى بشؤونه وهو يعرف بالضبط ما يريد حتى في المسائل الفنية التي يجهلها ، فنجده يحوّل وظيفة المعماري والمهندس من مهمة التفكير والإبداع إلى مجرد منفذ لتعليمات يصدرها بحجة المعرفة كما أسلفنا وبحجة أن المال ماله وله الحق فيما يشاء وهذا مرتبط بالوعي الاجتماعي والثقافي.

5- التركيز على الفراغات المعمارية للضيافة من مجلس رجال وأخر للنساء وصالة طعام وربما صالتين وغرف نوم للضيوف بالرغم من تناقص استخدامها خصوصاً في المدن بظهور بدائل أخرى كثيرة مثل قصور المناسبات والنوادي والمطاعم وغير ذلك وتلك الفراغات في معظم المساكن تشكل في حدود 30% من مساحة المسكن.

مما سبق ادعوا كافة القادمين على بناء مسكن جديد عدم الانسياق وراء المؤثرات الوارده بعالية واشراك كافة افراد الاسرة (واخص ربة المنزل) والمهندس المعماري لتحديد الاحتياجات والوظائف الفعلية للمسكن.

ثانيا: البرنامج الوظيفي:

هنا يأتي دور المعماري في ترجمة احتياجات الاسرة وتعريفها تعربفا هندسيا ومن ثم عمل برنامج وظيفي للمسكن (فراغات معمارية ذات علاقة تكاملية فيما بينها) بهذه المرحلة يتم مناقشة المعماري من قبل الاسرة لتوضيح اسس ومبررات هذا البرنامج ، ولكن انصح بعدم فرض رأي معين على المعماري هو غير مقتنع فيه ، فمن الملاحظ لإعمال التصميم لدينا إن نجد المؤثرات الشخصية والاجتماعية طاغية في موضوع البرنامج الوظيفي حتى نتج عن ذلك كثيراً من الزيادات في العناصر والتضخيم لمساحاتها مما أوجد عناصر لا تؤدي وظيفتها بكفاءة أو لا تؤدي أي وظيفة كالفراغات أو المساحات الميته ، كما أن الفصل التام داخل المسكن بين الرجال والنساء في مرحلة التصميم يترتب عليه تكاليف كثيرة في المواد المعمارية ، كالأبواب والجدران وما يتبعهما وزيادة في المساحات بالرغم من أن هذا الفصل من الناحية الوظيفية محدود بزمن قصير جداً وهو تواجد الضيوف.


شكر خاص للاخ المهندس محمد الحلواني على هذه الدراسة الرائعه .

__________________
.

دعاء جميل ومؤثر للشيخ: "فهد الكندري"" mp3



.
رد مع اقتباس