دانة البحرين
06-03-2004, 11:54 PM
الـــعـــريـــــــش
العريـش : هو المنزل الذي كان يقطنـه الناس صيفاً ، ويصنع من جريد النخل المرصوص ، حيث يبدأ بنـاء العريش بحفر مواقع تُشكّل أركان البيت ، تُثَبَّت بداخلها دعائم العريش "اليدوع" التي يتم تحضيرها من جذوع النخل أو جذوع بعض الأشجار، ثم يوصل بين الدعائم بالمِزْفَـن - الدعن -،وهو قطعة مصنوعة من جريد النخل تشكل جدران البيت ، ويوضع المزفن أيضاً فوق الجدران كسقف للبيت ، وتوضع في واجهة البيت " رِدَّة " تُشكَّل من جريد النخل كما توضـع دعون أخرى خلف البيت
http://www.aseer-uae*****/uploader/pic/qq26x.jpg
http://www.al-wed*****/pic-vb/50.gif
بيـت السـدو / بيت البــدو
بيوت السدو اوبيوت الشعراو الخدره من أهم الوسائل التي صنعها البدو لانفسهم بطريقة تقنية وتقليدية، كما تتميز بيوت الشعر بمقاومتها وتحملها لظروف البيئة الصحراوي المتقلبة
تتميز بيوت الشعر بخفتها في عملية التنقل وسهولة صيانتها ويمكن للمرأة البدوية إصلاح البيوت المصنوعة من الشعر دون الحاجة إلى من يساعدها في القيام بهذه المهمة .
بيت الشعر من الداخل مقسما تقسيما خاصا في استعماله عند البدو حسب العادات والتقاليد ويكون غطاء بيت الشعر من السدو الذي لا يخلو من وجود فتحات صغيرة تسمح بمرور الهواء في فصل الصيف أما في مواسم الأمطار فتتضخم خيوط الشعر وتضيق حلقاتها بفعل المياه ، وبذلك لا تتسرب المياه إلى داخل بيت الشعر كما انه عند إشعال النار بداخل بيت الشعر فان الدخان يصعد إلى الخارج عن طريق الفتحات الموجودة في سقفه.
المكونات الأساسية لانتاج بيت الشعر هو الصوف وشعر الحيوانات، وتستعين المرأة البدوية بالأدوات التالية:
(المطرق):
وهو عصا دقيقة يتم استخدامها في عملية تنظيف الشعر وتنقيته ، ويستمد البدو المطرق من غصون الأشجار مثل العوسج وكما يسمونها ( السدرة)
( الكرداش):
وهو قطعتان خشبيتان لكل واحدة منهما مقبض لليد وفي سطح كل واحدة منهما عدد من الأسنان ويوضع الشعر لتنظيفة من الشوائب
( التغزالة ):
وهي قطعة خشبية يستمدها البدو من قطع الأشجار المختلفة فيشق أحد طرفيها شقين ، ووظيفتها مساعدة المرأة البدوية في تسهيل عملية الغزل .
(المغزل):
وهو قطعة من أعواد الشجر الأملس ويكون في راس المغزل قطعة حديدية تسمى ( السنارة ) ووظيفة المغزل الأساسية هي برم الشعر وغزله.
( الدجة):
وهي مجموعة خيوط الشعر المغزولة والمبرومة بواسطة المغزل وتشبه الدجة الكرة المدورة لكنها اكبر منها حجما ، وبدون هذه الدجج لا تستطيع المرأة البدوية أن تعمل أي نوع من الاسدية .
( السدو):
إذا أرادت المرأة البدوية أن تعمل نوع من اسدية، فيجب أن يكون لديها عدد كاف من الدجج وإذا كان لها العدد الكافي من الدجج تستطيع أن تبدأ عملية إنتاج السدو .
أما المواد اللازمة لخياطة بيت الشعر وتحضيره هي:
( المخيط):
أداة حديدية تشبه الإبرة لكنها اكبر حجما منها يبلغ طولها ثمان سم تقريبا .
( الخلال والمريرة) :
الخلال قطعة من الحديد يكون أحد طرفيها مدورا وتشبه المخيط لكنها اكبر حجما .
( الاطناب ) :
وهي حبال مصنوعة من صوف الضأن أو الماعز أو الابل وتستخدم لشد بيت الشعر وتثبيته.
(المنساب والفهر ) :
المناسيب يقصد بها البدوي الأوتاد وهي قطعة حديدية ووظيفة المناسيب هي تثبيت الاطناب في الأرض.
( المحالة) :
وهي تشبه العجلة لكنها صغيرة الحجم وتصنع من الحديد أو الخشب ووظيفتها تسهيل عملية سحب الطنب الذي يحتاج إلى المزيد من القوة عند تثبيته بواسطة المنساب في الأرض.
( الأعمدة ) :
وهي مصنوعة من خشب الاثل أو الطلح وطولها من المترين إلى مترين ونصف ووظيفتها رفع بيت الشعر .
http://www.swalfna*****/sha3biyah/ba23.jpg
http://www.al-wed*****/pic-vb/50.gif
بيوت الأجداد
عندما نتأمل تراث الاجداد في مجال المعمار، وخاصة بناء البيوت نلاحظ انهم كانوا يعرفون كيف يتعاملون مع الضوء والهواء، لذلك اتت البيوت القديمة وان كانت اكثر من طابق، فالبيوت القديمة لم تكن طابقا ارضيا واحدا، وانما بعضها كان يرتفع ثلاثة او اربعة طوابق. أتت البيوت القديمة صحية من ناحية توفير تيار هواء يدخل البيت، يشيع فيه النسمة والانعاش، الى جانب البرودة في الصيف والدفء في الشتاء القارس. كذلك الاضاءة، فالبيوت القديمة يدخلها ضوء وانارة كافيان مع تجنب دخول اشعة الشمس الحارقة. وبالتالي كانت اكثر صحة من بيوتنا الحديثة، التى تئز فيها المكيفات ليل نهار في الصيف، اما في الشتاء فالستائر الثقيلة تشيع الظلمة، فنكون في اشد الحاجة الى إنارة البيت نهارا بالنيون كي نستطيع اداء الاعمال مثل القراءة والكتابة.
مع كل التطور الذى دخل حياتنا، مازلنا لدى بناء بيوتنا نفتقر إلى التعامل مع الشمس وضوئها ونورها، والتعامل مع الهواء. ونظرة على بيوتنا تؤكد هذا الأمر، فهناك بيوت اذا دخلناها نشعر وكأننا دخلنا الى نفق تحت الارض، وذلك لسوء توزيع النوافذ. واذا دخلنا بيتا آخر نرى اشعة الشمس لا تغادرها منذ الصباح الباكر والى ما قبل المغيب، فزوايا البناء خاطئة الى درجة كبيرة، حيث ان المهندس لم يعرف كيف يتصرف أمام ادخال النور الى البيت دون اشعة الشمس الحارقة. وبيوت اخرى تشعر فيها بالاختناق بمجرد الدخول، لأن الهواء بداخلها ميت وراكد ولا امل للبقاء في ذلك المكان بدون مكيف هواء يعمل ليل نهار سواء صيفا او شتاء. رغم ان معظم هذه البيوت جميلة جدا، ومبنية على احدث طراز، وكلفت اصحابها اموالا طائلة.
ان البديهيات التى كان يعرفها الاجداد لدى بناء بيوتهم لم نعد ندركها نحن وقت البناء، فتشغلنا الزخارف والجدران الملونة والديكور ـ ولا بأس فمشاكل الاضاءة والهواء ممكن حلها صناعيا بالتكثير من الاضواء الصناعية ومكيفات الهواء، ويفضل لو كان مكيفا مركزيا. ترى كم هو الفاقد الحاصل نتيجة سوء استغلال الانارة الطبيعية والهواء الطبيعي. يجب ان نحسب الموضوع بالريالات كي ندرك الهدر والفاقد، الله يرحم خبرة الاجداد، فلم يعد احد يرغب بمعرفتها واستثمارها.
http://www.al-wed*****/pic-vb/50.gif
مكونات بيت الاجداد ..
يضم البيت عددا من المرافق أهمها المجلس الرئيسي، والذي يعد عنصرا أساسيا في بيوت أهل الخليج المعروف عنهم التزامهم بالتقاليد الاسلامية التي تحث على الكرم والجود والترحيب بالضيف، وقد خصص لاستقبال الضيوف والمسافرين سواء كانوا من مناطق داخل الدولة أو من أقطار مجاورة يوجد المجلس عادة عند المدخل الرئيسي للمنزل ويطل على الخارج ولمراعاة خصوصية الأسرة وعاداتها الاسلامية فقد عزل المجلس تماما عن داخل المنزل إلا من باب صغير خصص لخدمة الضيوف بلوازم الضيافة كالطعام والشراب وغير ذلك.
يفرش المجلس بالسجاد الفارسي الفاخر، ويجهز بالمطارح والمساند المزخرفة، ويخصص ركن من المجلس لأدوات القهوة وتحضيرها وتزين جدرانه بلوحات قرآنية وتعلق عليها أنواع مختلفة من الأسلحة كالبنادق والسيوف والخناجر، كما يتميز المجلس بالرحابة فهو يتسع لعدد كبير من الضيوف، ويتبادل الحضور الحديث فيه عن هموم الغوص والأسفار البحرية والتجارة والأوضاع المحلية، كما يجتمع فيه الضيوف في المناسبات المختلفة كالأعياد والأعراس والتعازي.
الفناء
يعد الفناء (الحوش) القاسم المشترك في بناء وتشكيل البيوت التقليدية بمنطقة الخليج بوجه عام، إذ لا يخلو منه أي منزل وتطل عليه أغلب الغرف كما يعتبر المتنفس والرئة لكل مرافق المسكن من غرف معيشة وغرف خدمات وليوانات، وتفتح جميع الأبواب والنوافذ (الشبابيك) على الحوش، ماعدا الفتحات الخاصة بمجلس الضيوف، فهي تطل على الخارج (السكيك) ذلك لان الحوش هو خاص بالأسرة وأفراد المنزل، كما انه مفتوح على الفضاء الخارجي ويوفر الانارة الطبيعية لجميع غرف المنزل ومرافقه، كما يوفر التهوية اللازمة لأقسام المنزل ويجعل أجواءها صحية بالقدر المطلوب، كما يتميز باتساعه ورحابته فهو حديقة المنزل وتزرع فيه أشجار النخيل واللوز والسدر، وهو مكان مناسب للهو الأطفال ولعبهم.
الليوان
وهو عبارة عن فراغ مفتوح الأطراف يطل على فناء المنزل «الحوش» وترتفع قليلا على الأرض، ومسقف بالخشب والجص وتظهر على واجهته الأمامية الأعمدة والأقواس الجميلة بزخارفها ونقوشها التي تعتمد على تصوير الطبيعة والخطوط الهندسية بأشكالها المختلفة، والليوان يعد متنفسا لغرف ودهاليز المنزل التقليدي حيث تطل عليه أبواب الغرف ونوافذها، فهو يمنع وصول اشعة الشمس الى الغرف في فصل الصيف مما يساعد على بقائها لطيفة وباردة، كما يستخدم كصالة للمعيشة يجتمع فيها أفراد العائلة، ويفرش بالحصر المصنوعة من الخوص، ويوضع فوقها السجاد «الزولية» وفي بعض الأحيان تستخدم الكراسي الطويلة لجلوس أفراد العائلة وضيوفهم.
الحمام «الزوية»
وقد سميت بالزوية لانها تقع في احدى زوايا الغرفة، وقد جرت العادة ان تلحق بغرفة المتزوجين من أفراد الاسرة وتستخدم للاستحمام والوضوء فقط، وتوضع فيها أواني كبيرة من الفخار تسمى «الخروس» لحفظ الماء وهناك أيضا السماور وهو اناء نحاسي في أسفله فتحة مخصصة لحرق الفحم لتسخين الماء في فصل الشتاء، هذا الى جانب الادوات التقليدية الاخرى المستخدمة في الاستحمام مثل ورق السدر والصابون والليف، أما لقضاء الحاجة يستخدم أفراد المنزل دورة المياة «القطيعة» ويكون موقعها بعيدا عن غرف السكن وتحتوي على حفرة امتصاصية «بالوعة» بالاضافة الى نافذتين صغيرتين للتهوية.
بئر الماء «الخريجة»
هي بئر للماء المالح، ويستخدم في غسل الأواني والصحون، أما الماء العذب فقد كان يجلبه بائع الماء «المروي» من الآبار العذبة «الطوي» في جرار كبير تحملها الحمير، وقد كان سكان الامارات قديما يحفظون الماء العذب في جرار فخارية كبيرة تغطى بالخوص، وتدخن باللبان العربي «المستكا»، فيصبح الماء باردا وبرائحة طيبة زكية تهواها الأنفس.
المطبخ
من أهم شروط بناء المطبخ في البيت التقليدي ان يكون في احدى زوايا المنزل بعيدا عن غرف المعيشة وأماكن راحة أفراد الأسرة، وقد تميز المطبخ بوجه عام بصغر حجمه ذلك لانه كان يستخدم لطهي الطعام فقط، بالاضافة الى تخزين بعض المؤن لفترات طويلة، كما كان الطهي مسئولية الزوجة أو النساء بوجه عام.
ومن أهم أدوات المطبخ الرحى والقدر والابريق «الغوري» والمخبر والتنور والمصفاة «المشخلة» والمنحاز «لدق القهوة و«المحماس» لتقليب حبوب القهوة أثناء التحميص، وتوقد النار بحرق الاخشاب والفحم المأخوذ من شجر السمر المنشر في بادية الامارات وهو أجود أنواع الفحم، كما يزخر المطبخ الخليجي بالعديد من الاكلات الشعبية اللذيذة ومن أهمها المكبوس والثريد والهريس والمشوي «الغوزي» وكذلك المقلي والمحمر والمجروش والجشد.
http://www.al-wed*****/pic-vb/50.gif
العريـش : هو المنزل الذي كان يقطنـه الناس صيفاً ، ويصنع من جريد النخل المرصوص ، حيث يبدأ بنـاء العريش بحفر مواقع تُشكّل أركان البيت ، تُثَبَّت بداخلها دعائم العريش "اليدوع" التي يتم تحضيرها من جذوع النخل أو جذوع بعض الأشجار، ثم يوصل بين الدعائم بالمِزْفَـن - الدعن -،وهو قطعة مصنوعة من جريد النخل تشكل جدران البيت ، ويوضع المزفن أيضاً فوق الجدران كسقف للبيت ، وتوضع في واجهة البيت " رِدَّة " تُشكَّل من جريد النخل كما توضـع دعون أخرى خلف البيت
http://www.aseer-uae*****/uploader/pic/qq26x.jpg
http://www.al-wed*****/pic-vb/50.gif
بيـت السـدو / بيت البــدو
بيوت السدو اوبيوت الشعراو الخدره من أهم الوسائل التي صنعها البدو لانفسهم بطريقة تقنية وتقليدية، كما تتميز بيوت الشعر بمقاومتها وتحملها لظروف البيئة الصحراوي المتقلبة
تتميز بيوت الشعر بخفتها في عملية التنقل وسهولة صيانتها ويمكن للمرأة البدوية إصلاح البيوت المصنوعة من الشعر دون الحاجة إلى من يساعدها في القيام بهذه المهمة .
بيت الشعر من الداخل مقسما تقسيما خاصا في استعماله عند البدو حسب العادات والتقاليد ويكون غطاء بيت الشعر من السدو الذي لا يخلو من وجود فتحات صغيرة تسمح بمرور الهواء في فصل الصيف أما في مواسم الأمطار فتتضخم خيوط الشعر وتضيق حلقاتها بفعل المياه ، وبذلك لا تتسرب المياه إلى داخل بيت الشعر كما انه عند إشعال النار بداخل بيت الشعر فان الدخان يصعد إلى الخارج عن طريق الفتحات الموجودة في سقفه.
المكونات الأساسية لانتاج بيت الشعر هو الصوف وشعر الحيوانات، وتستعين المرأة البدوية بالأدوات التالية:
(المطرق):
وهو عصا دقيقة يتم استخدامها في عملية تنظيف الشعر وتنقيته ، ويستمد البدو المطرق من غصون الأشجار مثل العوسج وكما يسمونها ( السدرة)
( الكرداش):
وهو قطعتان خشبيتان لكل واحدة منهما مقبض لليد وفي سطح كل واحدة منهما عدد من الأسنان ويوضع الشعر لتنظيفة من الشوائب
( التغزالة ):
وهي قطعة خشبية يستمدها البدو من قطع الأشجار المختلفة فيشق أحد طرفيها شقين ، ووظيفتها مساعدة المرأة البدوية في تسهيل عملية الغزل .
(المغزل):
وهو قطعة من أعواد الشجر الأملس ويكون في راس المغزل قطعة حديدية تسمى ( السنارة ) ووظيفة المغزل الأساسية هي برم الشعر وغزله.
( الدجة):
وهي مجموعة خيوط الشعر المغزولة والمبرومة بواسطة المغزل وتشبه الدجة الكرة المدورة لكنها اكبر منها حجما ، وبدون هذه الدجج لا تستطيع المرأة البدوية أن تعمل أي نوع من الاسدية .
( السدو):
إذا أرادت المرأة البدوية أن تعمل نوع من اسدية، فيجب أن يكون لديها عدد كاف من الدجج وإذا كان لها العدد الكافي من الدجج تستطيع أن تبدأ عملية إنتاج السدو .
أما المواد اللازمة لخياطة بيت الشعر وتحضيره هي:
( المخيط):
أداة حديدية تشبه الإبرة لكنها اكبر حجما منها يبلغ طولها ثمان سم تقريبا .
( الخلال والمريرة) :
الخلال قطعة من الحديد يكون أحد طرفيها مدورا وتشبه المخيط لكنها اكبر حجما .
( الاطناب ) :
وهي حبال مصنوعة من صوف الضأن أو الماعز أو الابل وتستخدم لشد بيت الشعر وتثبيته.
(المنساب والفهر ) :
المناسيب يقصد بها البدوي الأوتاد وهي قطعة حديدية ووظيفة المناسيب هي تثبيت الاطناب في الأرض.
( المحالة) :
وهي تشبه العجلة لكنها صغيرة الحجم وتصنع من الحديد أو الخشب ووظيفتها تسهيل عملية سحب الطنب الذي يحتاج إلى المزيد من القوة عند تثبيته بواسطة المنساب في الأرض.
( الأعمدة ) :
وهي مصنوعة من خشب الاثل أو الطلح وطولها من المترين إلى مترين ونصف ووظيفتها رفع بيت الشعر .
http://www.swalfna*****/sha3biyah/ba23.jpg
http://www.al-wed*****/pic-vb/50.gif
بيوت الأجداد
عندما نتأمل تراث الاجداد في مجال المعمار، وخاصة بناء البيوت نلاحظ انهم كانوا يعرفون كيف يتعاملون مع الضوء والهواء، لذلك اتت البيوت القديمة وان كانت اكثر من طابق، فالبيوت القديمة لم تكن طابقا ارضيا واحدا، وانما بعضها كان يرتفع ثلاثة او اربعة طوابق. أتت البيوت القديمة صحية من ناحية توفير تيار هواء يدخل البيت، يشيع فيه النسمة والانعاش، الى جانب البرودة في الصيف والدفء في الشتاء القارس. كذلك الاضاءة، فالبيوت القديمة يدخلها ضوء وانارة كافيان مع تجنب دخول اشعة الشمس الحارقة. وبالتالي كانت اكثر صحة من بيوتنا الحديثة، التى تئز فيها المكيفات ليل نهار في الصيف، اما في الشتاء فالستائر الثقيلة تشيع الظلمة، فنكون في اشد الحاجة الى إنارة البيت نهارا بالنيون كي نستطيع اداء الاعمال مثل القراءة والكتابة.
مع كل التطور الذى دخل حياتنا، مازلنا لدى بناء بيوتنا نفتقر إلى التعامل مع الشمس وضوئها ونورها، والتعامل مع الهواء. ونظرة على بيوتنا تؤكد هذا الأمر، فهناك بيوت اذا دخلناها نشعر وكأننا دخلنا الى نفق تحت الارض، وذلك لسوء توزيع النوافذ. واذا دخلنا بيتا آخر نرى اشعة الشمس لا تغادرها منذ الصباح الباكر والى ما قبل المغيب، فزوايا البناء خاطئة الى درجة كبيرة، حيث ان المهندس لم يعرف كيف يتصرف أمام ادخال النور الى البيت دون اشعة الشمس الحارقة. وبيوت اخرى تشعر فيها بالاختناق بمجرد الدخول، لأن الهواء بداخلها ميت وراكد ولا امل للبقاء في ذلك المكان بدون مكيف هواء يعمل ليل نهار سواء صيفا او شتاء. رغم ان معظم هذه البيوت جميلة جدا، ومبنية على احدث طراز، وكلفت اصحابها اموالا طائلة.
ان البديهيات التى كان يعرفها الاجداد لدى بناء بيوتهم لم نعد ندركها نحن وقت البناء، فتشغلنا الزخارف والجدران الملونة والديكور ـ ولا بأس فمشاكل الاضاءة والهواء ممكن حلها صناعيا بالتكثير من الاضواء الصناعية ومكيفات الهواء، ويفضل لو كان مكيفا مركزيا. ترى كم هو الفاقد الحاصل نتيجة سوء استغلال الانارة الطبيعية والهواء الطبيعي. يجب ان نحسب الموضوع بالريالات كي ندرك الهدر والفاقد، الله يرحم خبرة الاجداد، فلم يعد احد يرغب بمعرفتها واستثمارها.
http://www.al-wed*****/pic-vb/50.gif
مكونات بيت الاجداد ..
يضم البيت عددا من المرافق أهمها المجلس الرئيسي، والذي يعد عنصرا أساسيا في بيوت أهل الخليج المعروف عنهم التزامهم بالتقاليد الاسلامية التي تحث على الكرم والجود والترحيب بالضيف، وقد خصص لاستقبال الضيوف والمسافرين سواء كانوا من مناطق داخل الدولة أو من أقطار مجاورة يوجد المجلس عادة عند المدخل الرئيسي للمنزل ويطل على الخارج ولمراعاة خصوصية الأسرة وعاداتها الاسلامية فقد عزل المجلس تماما عن داخل المنزل إلا من باب صغير خصص لخدمة الضيوف بلوازم الضيافة كالطعام والشراب وغير ذلك.
يفرش المجلس بالسجاد الفارسي الفاخر، ويجهز بالمطارح والمساند المزخرفة، ويخصص ركن من المجلس لأدوات القهوة وتحضيرها وتزين جدرانه بلوحات قرآنية وتعلق عليها أنواع مختلفة من الأسلحة كالبنادق والسيوف والخناجر، كما يتميز المجلس بالرحابة فهو يتسع لعدد كبير من الضيوف، ويتبادل الحضور الحديث فيه عن هموم الغوص والأسفار البحرية والتجارة والأوضاع المحلية، كما يجتمع فيه الضيوف في المناسبات المختلفة كالأعياد والأعراس والتعازي.
الفناء
يعد الفناء (الحوش) القاسم المشترك في بناء وتشكيل البيوت التقليدية بمنطقة الخليج بوجه عام، إذ لا يخلو منه أي منزل وتطل عليه أغلب الغرف كما يعتبر المتنفس والرئة لكل مرافق المسكن من غرف معيشة وغرف خدمات وليوانات، وتفتح جميع الأبواب والنوافذ (الشبابيك) على الحوش، ماعدا الفتحات الخاصة بمجلس الضيوف، فهي تطل على الخارج (السكيك) ذلك لان الحوش هو خاص بالأسرة وأفراد المنزل، كما انه مفتوح على الفضاء الخارجي ويوفر الانارة الطبيعية لجميع غرف المنزل ومرافقه، كما يوفر التهوية اللازمة لأقسام المنزل ويجعل أجواءها صحية بالقدر المطلوب، كما يتميز باتساعه ورحابته فهو حديقة المنزل وتزرع فيه أشجار النخيل واللوز والسدر، وهو مكان مناسب للهو الأطفال ولعبهم.
الليوان
وهو عبارة عن فراغ مفتوح الأطراف يطل على فناء المنزل «الحوش» وترتفع قليلا على الأرض، ومسقف بالخشب والجص وتظهر على واجهته الأمامية الأعمدة والأقواس الجميلة بزخارفها ونقوشها التي تعتمد على تصوير الطبيعة والخطوط الهندسية بأشكالها المختلفة، والليوان يعد متنفسا لغرف ودهاليز المنزل التقليدي حيث تطل عليه أبواب الغرف ونوافذها، فهو يمنع وصول اشعة الشمس الى الغرف في فصل الصيف مما يساعد على بقائها لطيفة وباردة، كما يستخدم كصالة للمعيشة يجتمع فيها أفراد العائلة، ويفرش بالحصر المصنوعة من الخوص، ويوضع فوقها السجاد «الزولية» وفي بعض الأحيان تستخدم الكراسي الطويلة لجلوس أفراد العائلة وضيوفهم.
الحمام «الزوية»
وقد سميت بالزوية لانها تقع في احدى زوايا الغرفة، وقد جرت العادة ان تلحق بغرفة المتزوجين من أفراد الاسرة وتستخدم للاستحمام والوضوء فقط، وتوضع فيها أواني كبيرة من الفخار تسمى «الخروس» لحفظ الماء وهناك أيضا السماور وهو اناء نحاسي في أسفله فتحة مخصصة لحرق الفحم لتسخين الماء في فصل الشتاء، هذا الى جانب الادوات التقليدية الاخرى المستخدمة في الاستحمام مثل ورق السدر والصابون والليف، أما لقضاء الحاجة يستخدم أفراد المنزل دورة المياة «القطيعة» ويكون موقعها بعيدا عن غرف السكن وتحتوي على حفرة امتصاصية «بالوعة» بالاضافة الى نافذتين صغيرتين للتهوية.
بئر الماء «الخريجة»
هي بئر للماء المالح، ويستخدم في غسل الأواني والصحون، أما الماء العذب فقد كان يجلبه بائع الماء «المروي» من الآبار العذبة «الطوي» في جرار كبير تحملها الحمير، وقد كان سكان الامارات قديما يحفظون الماء العذب في جرار فخارية كبيرة تغطى بالخوص، وتدخن باللبان العربي «المستكا»، فيصبح الماء باردا وبرائحة طيبة زكية تهواها الأنفس.
المطبخ
من أهم شروط بناء المطبخ في البيت التقليدي ان يكون في احدى زوايا المنزل بعيدا عن غرف المعيشة وأماكن راحة أفراد الأسرة، وقد تميز المطبخ بوجه عام بصغر حجمه ذلك لانه كان يستخدم لطهي الطعام فقط، بالاضافة الى تخزين بعض المؤن لفترات طويلة، كما كان الطهي مسئولية الزوجة أو النساء بوجه عام.
ومن أهم أدوات المطبخ الرحى والقدر والابريق «الغوري» والمخبر والتنور والمصفاة «المشخلة» والمنحاز «لدق القهوة و«المحماس» لتقليب حبوب القهوة أثناء التحميص، وتوقد النار بحرق الاخشاب والفحم المأخوذ من شجر السمر المنشر في بادية الامارات وهو أجود أنواع الفحم، كما يزخر المطبخ الخليجي بالعديد من الاكلات الشعبية اللذيذة ومن أهمها المكبوس والثريد والهريس والمشوي «الغوزي» وكذلك المقلي والمحمر والمجروش والجشد.
http://www.al-wed*****/pic-vb/50.gif