((( المعماري والطبيب والأخطاء المدفونة )))

[شريف]

مقولة قديمة قالها لي أحد الزملاء المعماريين الأجانب وتقول باللغة الإنجليزية: Doctors bury their mistakes, Architects live with them، وترجمتها الى العربية تقول «الأطباء يدفنون اخطاءهم بينما يتعايش المعماريون مع أخطائهم!!». وهذه المقولة فيها نسبة كبيرة من الصواب. وتركيزا على الجزء الذي يخص المعماريين، فمنهم فعلاً من يعيشون ليس فقط مع اخطائهم بل عمارتهم ككل، من ايجابيات وسلبيات وحسنات وإبداعات وتفنن ويظل المعماري مسؤولاً عن عمارته طالما هو حي يتنفس، بل ايضا يعايش انتقاد الغير لأخطائه وينال المديح لاتقانه واجادته.

إلا انه في مجتمعنا العربي فإن هذه المقولة قد تكون صحيحة وشبه كاملة، إذا اضفنا إليها حالة أن المعماري هنا قد يعايش اخطاءه واخطاء غيره، أحيانا يعايش اخطاء غيره فقط.
فخلال العقود الخمسة الى الثلاثة الماضية عايشت الدول العربية مرحلة بناء البنية التحتية والبيئة السطحية، في ما سميت فترة الطفرة وهي مرحلة مهمة في هذه الدول. إلا أنه كانت لهذه الفترة وبصورة واضحة سلبيات تهمنا هنا وهي السلبيات المعمارية.

فمعظم المباني تم تصميمها من قبل معماريين أجانب كان للأسف لبعض هؤلاء قلة الإخلاص نحو عمارة صادقة تتواءم وتتعايش مع الناس المحليين (المستخدمين)، وهذا ناتج من توجه هؤلاء المعماريين الأجانب المعنيين نحو المكسب المادي أولاً وكأننا كنا لهم فقط كمنجم للذهب. ولا يمكن نكران أن مهنة العمارة هي مهنة احترافية للمادة قيمة اساسية فيها لاستمرارها، إلا أن ما يبقى ويدوم هو جودة العمارة أولا. والعذر الوحيد لمعايشتنا لما جناه علينا هؤلاء الأجانب هو انه لم يكن هناك معماريون محليون وقتها، درسوا العمارة دراسة اكاديمية وبدأوا ممارستها إلا مؤخراً. وحتى نكون واقعيين اكثر فالتركيز يجب ان يكون الآن على ما سوف يقدمه لنا المعماريون المحليون لعمارتنا.

بقي أن لا ننسى أن المقولة موضوع الكلام ذكرت انه يمكن للمجتمع ان لا يكتشف أو ينسى اخطاء أطبائه. طبعاً اخطاء الأطباء «مميتة» اكثر، الا ان اخطاء المعماريين قد تكون افظع لأنها قد تفتك بالجوانب الحسية والعاطفية والمشاعرية أو بحياة افراد (لا سمح الله) وراحتهم النفسية، وكذلك اثر الجانب الجمالي لديهم الذي بالتالي يؤدي الى وفاة مجتمعات، وان لم تكن وفاة بدنية.
وهذا يدل على أن المعماري يجب ان يكون في مرتبة تساوي مرتبة الطبيب اجتماعياً إن لم تكن أعلى منها. ولكن هل تعي مجتمعاتنا ذلك؟



منقول بتصرف عن جريدة

[img]http://www.aawsat*****/01common/mainlogo.gif[/img]

[مجدىالمنصورى]

سلمت يداك ياشريف
والله الكلام جاى فى وقته
ولا تنسى المسؤلية الجنائية كمان
وممكن تنتقد على أعمال غيرك
سلمت يداك

[محمد حلواني]

مشكور اخي المهندس شريف

وانا اتفق مع كل ما ورد - ولاكن اضيف ان المتسبب بهذا الوضع ليس المعماري الاجنبي فقط كما ان الامر لم ينتهي بعد فهو مستمر بايدي مهندسين من ابناء هذا البلد - بعضهم اضطر لمواكبة متطلبات السوق والمنافسة القوية والبعض الاخر يفتقر للامكانات والموهبة.

لقد كانت مأساه ومازالت .


تقبل خالص تحياتي وتقديري

[شريف]

اخى / مجدى
مشكور مرورك الكريم 00 الله لا يحرمنا من وجودك معنا
مع تحياتى

[شريف]

اخى / محمد
كلامك مضبوط 00 أصبح المعمارى الوطنى مثل الاجنبى لا يهمه الا المادة
ولو على حساب جودة التصميم وفاعليته
مع تحياتى

[العاشق الشمالي]

[align=center]اخي المهندس شريف مراد اخطاء الطبيب والمهندس المعماري الموت لقدرالله
أصبح المعمارى الوطنى مثل الاجنبى لا يهمه الا المادة
ولو على حساب جودة التصميم وفاعليته

مشكووووووووووووور المهندس شريف مراد

مواضيع قيمة ومعلومات من رجل "خبرة[/align]

[شريف]

اخى العاشق
مشطور مرورك وكلماتك الرقيقة
وكمان مجاملتك اللطيفة 0000 مع تحياتى

[نرمين]

موضوع حلو بس بتخوفني هيك مواضيع لانها بتبين قديش فيه على المهندس المعماري مسؤوليات بتاثر على كتير من نواحي الحياة و الله يستر

[شريف]

اختى نرمين
لك كل الحق فى الخوف الذى يحسسك بقدر المسئولية
فاذا كان الطبيب مسئول عن صحة الناس
فالمعمارى مسئول عن ثقافة و حضارة المجتمع
مع تحياتى

[ام الحبايب]

جزاك الله خيرا
ونفع بك الامة